الجمعة 17.10.2014 - 07:58 م
خبراء في الشأن التركي:
القطوري: خطاب "أردوغان" أمام الأمم المتحدة حرم تركيا من مقعد مجلس الأمن
شقرا: "سب وقذف" "السيسي" أفقد تركيا مقعد مجلس الأمن
العالم يصنفها كدولة "شريرة" لعلاقتها بالإخوان
عبد القادر: مصر حرمت تركيا من المقعد بتعاون سعودي إماراتي
الرشيدي: "أردوغان شكله وحش"
سيصاب بصدمة عصبية بعد فقده مقعد مجلس الأمن
تركيا أصبحت خارج دائرة صنع قرارات مجلس الأمن
"صدمة" أكبر رأس في دولة تركيا، رأس السلطة الممثلة في رجب طيب أردوغان.. هكذا وصف الخبراء خسارة تركيا مقعد العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن، هذا بعد أن فازت كل من نيوزيلندا وإسبانيا فازت أمس، الخميس، بعضوية مجلس الأمن الدولي، بينما فشلت تركيا، التي حصلت على 109 أصوات فقط، من إجمالي 193 صوتا.
مادلالات هذا الحدث، و كيف سينعكس على إردوغان ودولته، ومالذي فقده الرئيس التركي بخروجه من مجلس الأمن، هذا ما يرصده التقرير التالي:
قال الدكتور الصفصافي القطوري، رئيس شعبة الدراسات التركية بمركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية، إن خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي يأتي في مقدمة الأسباب التي أفقدت بلاده مقعدها في مجلس الأمن لتحل أسبانيا محلها.
وأضاف "القطوري" في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" إن موقف "أردوغان" غير الواضح من تنظيم داعش الإرهابي والموقف المتأزم أخيرا من الأكراد، وهم أصحاب وجود كبير في أوروبا، أسباب هامة أفقدت تركيا مقعهدها بالمجلس، إلى جانب سياسته الداخلية منذ تعيينه رئيسا، حيث إن قراراته تدل على إنه سيكون نموذجا للرئيس الاستبدادي أكثر منه ديمقراطي.
وأوضح أن السياسة الاستبدادية لأردوغان ظهرت جلية في تغييره كثير من القضاة اللذين حكموا في قضايا الرشاوى الحكومية، وإطاحته بالقيادات الشرطية ذات العلاقة الوثيقة بهذا الملف، كل ذلك تبلور في ردة فعل عالمية ضد أردوغان أكثر منها ضد تركيا.
وقال "القطوري": نتمنى أن يجعل أردوغان من هذا الفشل درسا يجعله يعيد النظر في سياساته الداخلية و الخارجية.
و من جانبه قال الدكتور جمال شقرا، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، الخبير في الشأن التركي ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات المستقبلية، إن كثيرا من الدول باتت تصنف الدولة التركية كدولة "شريرة" تساند الإرهاب بسبب تمسكها بدعم تنظيم الإخوان الإرهابي وتبني موقفهم من ثورة 30 يونيه حتى بعد وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للسلطة وتغير نظرة العالم للموقف.
وأكد "شقرا" في تصريح خاص لـ"صدى البلد" إن السب والقذف الذي ارتكبه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حق مصر ورئيسها اثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة سبتمبر الماضي، هي أيضا أسباب أضعفت الموقف التركي وانتقصت من رصيد أردوغان وانعكس هذا على إبعاد تركيا عن مقعد مجلس الأمن لتحتله بدلا منها إسبانيا ونيوزيلاند.
ولفت إلى أن تركيا خسرت كثيرا من المزايا التي كانت تتمتع بها أثناء عضويتها بالمجلس.
وفي السياق ذاته قال الدكتور محمد عبد القادر، المتخصص بالشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن "خسارة تركيا مقعد مجلس الأمن تأتي كنتيجة طبيعية للجهود المصرية الدبلوماسية بالتعاون مع كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لاسيما وأن علاقات متوترة وغير طيبة تجمع تركيا بالدول الثلاث".
وأضاف عبد القادر، في تصريح خاص لـ"صدى البلد"، أن "تحركات الدول الثلاثة لم تكن مصحوبة بـ"بروباجاندا"- دعاية إعلامية- كتلك التي تحيط بقطر و تركيا، إلا أنها كانت تحركات فعلية على أرض الواقع وأتت بنتائج ملموسة أولها خسارة تركيا مقعد مجلس الأمن".
وتابع: "كما أن التوتر أصبح يسيطر بشكل كبير على علاقات تركيا باليونان وإيران وروسيا وأرمينيا بل والولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص الحرب على "داعش"، فكل هذه العوامل تبرز أسباب خسارة تركيا لمقعد مجلس الأمن، وهى خسارة كبيرة.
وعلى مستوىً آخر قال السفير جلال الرشيدي، مندوب مصر السابق في الأمم المتحدة، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيتأثر على أكثر من مستوى بفقد بلاده المقعد غير الدائم بمجلس الأمن.
وأوضح "الرشيدي" في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" ان الرئيس التركي قد يصاب بصدمة عصبية ونفسية قوية جراء خسارته لهذا الموقع الذي سينتقص من "برستيجه" – شكله العام- أمام نفسه وأمام الآخرين، خاصة وأنه كان دائما ما يعطي انطباعا قبل توليه الحكم أنه سيحطم المستحيلات وينجز مالا يستطيع أحد إنجازه، فجاءت هذه الخسارة وأصبح "شكله وحش" – بحسب قوله – أمام نفسه وشعبه في الداخل.
وأضاف أن الامر قد يتخطى ذلك، فقد ينقلب المشهد الداخلي ضده وقد يقوى جانب المعارضة في المشهد التركي بشكل ملحوظ خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أنه في ظل ما كان يروج له الرئيس التركي قبل توليه السلطة من تمتعه بعلاقات قوية ومركز أدبي متميز، وكذلك في ظل أن دولته عضوة بحلف الناتو وعلى علاقات ممتازة بالغرب، فإن فشلها في حصد مقعد بمجلس الأمن، يضع أردوغان في حجمه الطبيعي في نظر المجتمع الدولي، خاصة وأن إسبانيا اختطفت الموقع منه برغم ما تعانيه من مشكلات داخلية.
وقال إن تركيا فقدت مزايا هامة بعد خسارتها مقعد العضوية غير الدائم في مجلس الأمن، لافتا إلى إن الالتحاق بالعضوية غير الدائمة يجعل الدولة على علم ودراية بكل ما يطرح من قضايا دولية على منصة مجلس الأمن و يكون لها حق ابداء الرأي والمشاركة في الحوار حول هذه القضايا، كما انه يحق لها التقرب من الدول صاحبة العضوية الدائمة وإقناعها بالتصويت لصالح قضية بعينها.
وأضاف: اما الدول اللتي لاتحظى بالعضوية تستكمل دورها كـ"متفرج" من بعيد لا تستطيع أن تحيط علما بتفاصيل ما يناقشه مجلس الأمن داخليا.
وأكد أن تركيا لم تعد قادرة على صنع القرارات داخل مجلس الأمن بعد خروجها من منظومته.